يا عابد الله كم طالت بنا الحقبُ وعابد الله مهمومٌ ومغتربُ
ماعاد في الأرض, كل الأرض من ملِكٍ لأُمَّة العدل والإحسان ينتسبُ
ماعاد في الأرض, كل الأرض من وطنٍ فيه البريءُ مصونٌ ما به ريَبُ
دروع (صهيون) داستْ قدس أمَّتنا فصاحت القدس:- وا إسلام وا عَرَبُ
وأُمَّة العرب والإسلام هامدةٌ يسيمها الذلُّ فسَّاقٌ لهم رُتَبُ
وعابد اللهِ إمَّا السجنُ موطنهُ أو يترك الدار إنْ يُقضى له الهَرَبُ
يا أُمَّة الله إنَّ الله ناظرنا وداعي الله نادى:- قد طغت نُصُبُ
يا غارة الله صبِّي النار واستَعِري فوق العروش ففيها الزورُ والكَذِبُ
أقسمت بالله إنَّ الظلمَ منهزمٌ ما جاد لله حُرٌّ نَفسهُ، فَثِبوا
وعانقوا الحَقَّ وامضوا نحو جنَّتهِ يفيءُ بالنصر مَنْ لله قد غَضِبوا
فإن دنى الموتُ فالميدان واحتهُ فيها الشهيدُ لربِّ العرش ينتسبُ
ما أطيب الموت في ساحٍ مُطرَّزَةٍ بدم الشهادة، عزَّاَ دونهُ الشُهُبُ
يا جنَّة الخلد، يا فردوسُ، موعدنا في ظلِّ سيفٍ رهيفٍ كادَ يلتهبُ
فعابدُ اللهِ لا يشكوا إذا ظلموا بل يُسْرجُ الخيل للهيجا ويحتربُ
لا ينصر الدينَ مسواكٌ ومِسْبَحَةٌ ورِقَّةُ القلبِ في الميدان لا تَثِبُ
وأدْمُعُ الزُهدِ لا تقوى لطاغيَةٍ وخلوةُ الوجدِ ذنبٌ إنْ دَهَتْ خُطُبُ
لا بدَّ للحقِّ مِنْ سَيفٍ يؤازرُهُ وحينها النصرُ يأتي ما له سببُ
بشراكِ فردوسُ إذ آويتِ قافلةً رجموا يهودَ حجاراً مسَّها العَطَبُ
تلكَ (المقاليعُ) هدَّتْ رُكنَ مُغْتَصِبٍ قد طاشَ في الرعب حتى هزَّهُ الرَّهَبُ
فعابدُ الله، بارودٌ أضالِعُهُ تُفَجِّرُ الموتَ في الغازي وتلتهبُ
يا أهلَ (تلمود) ممسوخٌ صفائحُهُ في أرضنا الذلُّ للغازين يُكْتَتَبُ
فأين (ريتشارد) عن أسوار مقدسنا وأين (جنكز) من بغداد؟ هل غَلبوا
لا والذي خصَّ بالقرآن أمَّتَنا لن تُخذلَ القدس مهما عاث مُغتصبُ
لا والذي خصَّ بالإسراءِ قائدَنا لن نُعدمَ النصرَ مهما سُوِّدَ الذَنَبُ
يا عابد الله صبراً إنَّها لُجَجٌ ودونها الدرُّ والياقوتُ والذَّهَبُ
بشائرُ اليسر حول العسر ساريةٌ برحمة الله، فيها الفتحُ والغَلَبُ
وجنَّةُ الخلد، يا بشرى عواشقها حيث الظلال وحيث الماء منسكبُ
وعابد الله في الفردوس متَّكِئاً يريح في الخلد قلباً مسَّهُ النَصَبُ
كم ضاق في الأرض من طغيان من حكموا بشرعة الغاب لابل دونها انقلبوا
إن يقتل الذئب من جوعٍ فريستهُ فمتخم العرش يفري، ما له سببُ
كلاب حرَّاس بيت الملك متخمةٌ والزاجلُ الحُرُّ والأسماكُ والدببُ
لكنَّما الطفل في الأوطان باكيةً فتؤثر الأمُّ طفلاَ مسَّهُ السَّغَبُ
قد طالها البؤس حتى ثديها نضبتْ من شدة السقم جفَّتْ، إنها حَطَبُ
ويصرخ الطفل والبلوى تُمَزِّقُهُ وتجْهَدُ الأمُّ من ضُرٍّ وتَنْتَحِبُ
وعينُ ذي العرش, جلَّ الله، مُبْصِرَةٌ ووزنه القسطُ لمَّا تُنْشر الكُتُبُ
فتُظْهرُ النارُ في الطاغين حكمتها ويُسْفِرُ العدلُ لمَّا تُرْفع الحجُبُ
وعابد الله عند الحور مَسْكَنُهُ يُطافُ من كأس ما لا يعصر العنبُ
شعر؛ عصام الحديثي ياعبدلله...اننا نموت بغزة ...فاين المسلمين